أجبر الانتشار الكبير لمرض جدري القردة ولاية نيويورك الأميركية على إعلان حالة الطوارئ، ابتداءً من الأول من شهر آب المقبل.
ونقلت وكالة "الأناضول" بياناً مشتركاً نُشر، مساء أمس السبت، عن عمدة المدينة إريك آدامز ومفوض الصحة أشوين فاسان، جاء فيه أنّ قرابة 150 ألفا من سكان نيويورك "معرضون لخطر الإصابة" بالفيروس.
وأضاف البيان: "سنواصل العمل مع شركائنا الفيدراليين لتأمين مزيد من جرعات اللقاح بمجرد توافرها".
وكتبت حاكمة ولاية نيويورك كيثي هوشول على تويتر: "إعلان حالة طوارئ الكوارث في الولاية لتعزيز جهودنا المستمرة لمواجهة تفشي جدري القردة".
ويأتي إعلان ولاية نيويورك حالة الطوارئ بعد أيام من إعلانها في مدينة سان فرانسيسكو شمالي ولاية كاليفورنيا، حيث أعلنت السلطات في المدنية أن مرض جدري القردة "يمثل حالة طوارئ صحية عامة اعتبارا من الأول من آب المقبل".
وأظهرت بيانات الولاية أن نيويورك تشهد أعلى معدلات انتقال فيروس جدري القرود في البلاد، حيث تم الإبلاغ عن 1383 حالة حتى يوم الجمعة الفائت.
وأكدت هوشول أن "أكثر من حالة واحدة من كل أربع حالات من جدري القرود في هذا البلد موجودة في نيويورك، ونحن بحاجة إلى استخدام كل أداة في ترسانتنا عندما نستجيب".
وأشارت حاكمة الولاية لندن بريد في تغريدة إلى أن الإعلان "سيسمح بإعداد وتخصيص الموارد لمنع انتشار" الفيروس، حيث إنه وفي خلال أسبوع واحد تضاعفت الإصابات ووصلت إلى 261 حالة.
ووصل عدد الإصابات بجدري القردة في الولايات المتحدة إلى أكثر من 4 آلاف و600 حالة، مقارنة بـ200 حالة قبل شهر، حسبما نقلت "الأناضول" عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الحكومية.
منظمة الصحة العالمية تعلن حالة طوارئ عالمية
أعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم 23 تموز الجاري، أن تفشي مرض جدري القردة سريع الانتشار يمثل حالة طوارئ صحية على مستوى العالم.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس وفقاً لوكالة رويترز إن "حالة الطوارئ الصحية على مستوى العالم، وهو أعلى مستوى تحذير للمنظمة".
كذلك نقلت الوكالة عن مصدرين أن "أعضاء لجنة من الخبراء اجتمعوا يوم الخميس لمناقشة التوصية المحتملة انقسموا بشأن القرار، لكن القرار النهائي كان للمدير العام للمنظمة".
إصابات جدري القرود عالمياً
وثق تسجيل أكثر من 16000 حالة إصابة بجدري القردة في أكثر من 60 دولة حتى الآن هذا العام، بالإضافة إلى خمس وفيات في أفريقيا، حيث ينتشر المرض الفيروسي عن طريق الاتصال الوثيق ويتسبب في أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا وبثور على الجلد مليئة بالصديد.
وتواجه منظمة الصحة العالمية والحكومات ضغوطا شديدة من العلماء وخبراء الصحة العامة لاتخاذ مزيد من الإجراءات بشأن جدري القردة.
والجدير ذكره أن حالات الإصابة بجدري القردة ارتفعت بشكل كبير منذ اجتماع اللجنة لأول مرة في نهاية حزيران عندما كان عدد الحالات نحو ثلاثة آلاف فقط، وحينذاك وافق فريق الخبراء على إعادة النظر في موقفهم من إعلان الطوارئ إذا تصاعد تفشي المرض.
وكانت إحدى القضايا الرئيسية التي تدفع إلى إعادة التقييم هي ما إذا كانت الحالات - التي تنتشر بشكل شبه كامل بين الرجال المثليين - ستنتقل إلى مجموعات أخرى لا سيما الأطفال أو غيرهم ممن كانوا عرضة للإصابة بالفيروس في حالات تفشي سابقة في بلدان أصابها الوباء.